السبت، ١٧ فبراير ٢٠٠٧
اسأل التابوت
اسأل التابوت
استغرقت أمي طويلاً في مناداتي حتى جاءت إلى غرفتي فصرخت في أذنيّ قائلة: ألم تسمعي أم تتجاهلينني؟؛ نظرت إليها بتمعن وكأني أراها لأول مرة في حياتي .. وبعد دقائق ذهبت إلى المائدة فرأيت الطعام يواسينى قائلاً: لا تحزني على ما فاتك .. ثم نظرت إلى السماء فوجدتها تنزف دموعاً حزناً علىّ والقمر مال على وجنتي مقبلاً قائلاً : هذه لك فلا تحزنى ستجدين الأفضل.
وبعد ذلك عدت إلى المائدة .. وأمسكت الخبز فقطعته إرباً كما تقطعت من قبل؛ استنجد المقعد الذي أجلس عليه بمن حوله من أثاث قائلاً:
ارحموني .. إنما من تجلس علىّ ما هي إلاّ مجنونة !!.
رد عليه الأثاث: إنما من تجلس عليك ما هي إلاّ أضعف مخلوقة ؛ فلما لا تواسيها مثلنا؟.
سأل المقعد الأثاث: ماذا حدث لها كي تكون هكذا؟!.
ردت السماء والقمر والطعام والخبز الذي صار فتاتاً والأثاث فى صوت واحد: اسأل التابوت الذي حملت فيه من قبل.
سمع التابوت صوتهم قبل أن يسأله المقعد فحكى ما حدث مبتدئاً بصرختي عندما رجع إلىّ القاتل لينبش قبري كي يطعنني للمرة الثانية بعد أن دفنت نفسي وأنا جثة متعفنة .. وبينما التابوت يحكي بكى متأثراً بي .. ثم سأل التابوت المقعد قائلاً: بماذا تفسر رجوعه إليها؟!!؟
أجاب المقعد: لقد رجع إليها كي يرى روحها وهي تهرول إليه ثانيةً.
ثم أنهى المقعد كلامه بمواساته لي قائلاُ: لا تحزني ستجدين الأفضل
.
صيف 2000
هدى حسن محمد محمد
posted by doddosh @ ١٠:٢٠ ص   2 comments
About Me


Name: doddosh
Home: cairo, Egypt
About Me: http:\\krkoba.blogspot.com http:\\doddosh.hi5.com تعالوا زورونى.......باى باى
See my complete profile

Previous Post
Archives
Links