وردة من حبيبي كنت بالأمس على الأرض أحيا حياة طبيعية جدا عندما أجوع آكل وعندما أظمأ.. أشرب، جسدي.. يتنفس، قلبي.. يحب، عقلي.. يفكر، أمّا الآن وأنا هنا توقف كل شيء عدا قلبي فإنه ما زال يدق وما زال يحب .. يحب ذاك الذي حرك مشاعري أميال، كل شيء به يشدني إليه، فجاذبيته الرائعة تشد الفتيات الحسناوات، ... كنت دائماً أحاول أن أتقرب منه في حين هو كان يبعد أميالاً وأميال .. كنت فقيرة جداً إليه ولكنه بخل عليّ .. كان بالنسبة لي كل شيء.. كل شيء فيه كان يعد لي حياةً فلونه الأسمر كان أرضي وعيناه كانت روحي وعندما أتحدث مع عقله أشعر كما لو ألمس تفكيره بأناملي مازلت أتذكر رسالة من رسائلي التي قلت له فيها أنه من رحمة الله علىّ وقد أمرنا الرحمن بألا نقنط من رحمته أبداً ولكنه استقبل الرسالة ببرود شديد جداً وكأنه يقول لي بهذا البرود وأنا آمرك ِ بأن تقنطي من رحمة الله لأنه من المستحيل بأن يأتي يوماً وأحبك فيه, وبعد كل هذا تتوقعون مني أيها الموتى بأن أصيح مثلكم أطلب العودة للحياة ... لقد رحل عني "أوسم" في حياتي فلما أطلب أن أرجع له بعد مماتي.. هل سيحبني بعدما أعود للحياة كان أحبني حينذاك ..هل تسمعون أيها الموتى صوت ما يناديني إنه صوت "أوسم" إنه يقول لي : أين أنتِ في حياتي يا "سلمى" ؟ إنني محتاج إليكِ.. - خسارة أنك لن تسمعني لأن الأحياء لا يسمعون الموتى وأحياناً لا يسمع الأحياء الأحياء مثلهم ، مثلك تماما لم تسمعني في حياتي ولن تسمعني بعد مماتي. - حبيبتي"سلمى" مشتاق إليكِ ومشتاق لحبك .. أريد أن آتي إليك وأحيا بحبك . - وأين كان حبك وأنا بين يديك ، هكذا أنت طالما الشيء ملكك لا تشعر بقيمته إلاّ إذا ضاع منك... ثم منذ متى وأنا حبيبتك ؟!؟!. - حبيتي "سلمى" سأذهب لأموت وحينها لن أفارقك أبداً ولن أبعد عنكِ لحظة و سنحيا بحبنا في دار الخلد. - لا .. لا تأتي أرجوك ..تمتع بحياتك .. فقط ما أطلبه منك أن تتذكرني وتتذكر حبي لك. - حبيبتي "سلمى" انتظريني سآتي محمولا في تابوت . ....... وسار ماشياً راحلاً بعيداً عنها وهو على الوعد الذي وعده لها وتركها حائرة بين فرحها وحزنها فهل تفرح لمجيئه لها أم تحزن لأنه سيلقب بـ"أوسم" المتوفى بدلا من "أوسم" الحي الذي يرزق، ونفذ وعده ولكن في هيئة متغيرة فقد عاد لها حاملاً وردة رقيقة تعبر عن رقته وفيها ملامحه ومعه فتاة حسناء ثم قال: آسف يا"سلمى" فلم أستطع أن اترك حياتي التي سأحياها مع تلك التي أحببتها في حياتي وحياتها . ........... وترك لها الوردة ثم رحل كعادته وبعدها تنهدت "سلمى" ثم قالت : تكفيني وردة من حبيبي.
هدى حسن محمد محمد
خريف 2000 |
فنانه يا دودوش
ايه الروعة دى
الف مبروك البلوج وعاوزين بقا كل القصص الجامده بتاعتك واكتبى عليها تايخ كتابتها
عشان ناخد بالنا من تطور ابداعاتك