الأربعاء، ١١ يوليو ٢٠٠٧
حتى لا أرى ضعفي

حتى لا أرى ضعفي
أغمضت عينيّ وأنا مسترخية على المقعد... رأيتني وأنا ذاهبة إلى حيث لا أعلم؛ فسيرت على ذلك ثم تذكرت أنني بحاجة إلى قهوة عندما رأيت مقهى في الطريق .. دخلتها سألني النادل عن طلبي .. طلبت بأن يحضر لي ما أحتاجه .. وبعد وقتٍ طويل جاءني بطلبي ولكن ........ فنجان القهوة كان فارغاً ... نظرت إليه فشكرته وبدأت أشرب .. وأشرب .... حتى انتهى وأنا في حاجه إليه؛ وجاءني النادل بورقة الحساب ... وجدتها فارغة فأعطيته ورقة مالية غير واضحة القيمة وبعدها ... نظرت إلى الأرض وعيناي مفتوحتان .. تنهدت ثم أغمضتها ثانيةً فرأيت من أحببت وهو يهرول إلى غيري رغم علمه بانتظاري له ... تلهفت لرؤيتها وعندئذٍ رأيتها ضباباً وتأكدت بأنه يراها سراباً ... رفعت رأسي ناظرةً إلى السماء .. انهمرت عبراتي .. وحينها أغمضت عينيّ حتى لا أرى ضعفي ثم .. ثم تنبهت لوجود من أحب وهو يقدم إليّ فنجاناً من القهوة قائلاً :
ـ أعتقد أنكِ بحاجة إليه................ نظرت في عينيه قائلة: ليس بهذا ما أنا بحاجة إليه
.

هدى حسن محمد محمد
7/12/2002

posted by doddosh @ ١٢:٤١ م   6 comments
الخميس، ٢٢ مارس ٢٠٠٧
وقت الرحيل
وقت الرحيل
رأيت عصفوراً يبكي حسرةً وندماً؛ تعجبت من ذلك العصفور كيف يبكي سيولاً وهو صغير الحجم، اقتربت منه... سألته عن سبب بكائه ومن أين يأتي بهذه الدموع حتى أبكي معه... أجابني والحزن واضح في صوته: لقد حدث ما لا يحدث لعصفورٍ قط... لقد ذهبت للحقل المجاور حتى أجد رزقي هناك وكعادتي اختار ما أشتهيه من حبات سنابل القمح ويوماً كبقية الأيام ذهبت لنفس الحقل ووجدت سنبلة قمح مختلفة تماماً عن بقية السنابل التي رأيتها في حياتي فتقدمت إليها كي أسد جوعي؛ فقالت لي وهي تبكي: أرجوك لا تأكلني وأعدك بأننا سنكون أصدقاء؛ .. اندهشت من تلك السنبلة.. كيف تعدني بشيء كهذا رغم أنها ليست دائمة في الحقل فبالتأكيد سيأتي يوم ما وتحصد فيه بيد الفلاح،وأنا ليس دائم الشبع فسيأتي اليوم الذي سأحتاجها فيه كوجبة غذائية ، فكيف إذن لصديقين أن يعيشا في سلام وأحدهما يعلم أنه سيرحل عن الآخر أو سيغدر به، ثم وضحت لها ما يدور برأسي الصغير ولكنها أصرت على صداقتنا قائلة: هذا حقيقي فسيأتي يوم ما وأحدنا سيرحل عن الآخر وهذا من الطبيعي جداً لأي صديقين فلما لا نكون أصدقاء ونفعل مثلما يفعل الكثير.
... وللأسف قبلت ذلك العرض ومع مرور الوقت أحببتها... نعم أحببت تلك السنبلة ولم أغدر بها، ولكن... جاء وقت رحيلها عني.. وقت الحصاد، رجوتها بألاّ تتركني وتذهب بعيداً،، ولكنها قالت لي: نحن متفقان من البداية بأنني سأفارقك قبل غدرك بي حتى نصبح صديقين للأبد.
.. قلت لها وصوتي مختنق من الدموع: ولكني لم أغدر بكِ فلما تغدرين بي إذن؟.. لقد أحببتك ولن أغدر بكِ أو أخونك أبداً فلا تفارقيني بعدما تعلقت بكِ.
تنهدت لمللها مني وقالت وهي تعجل بالرحيل: حتى عندما نصبح عاشقين فسيأتي يوم ما وأحدنا سيرحل عن الآخر.. والآن جاء وقت الرحيل عنك.
posted by doddosh @ ٢:٣٢ ص   8 comments
السبت، ١٧ فبراير ٢٠٠٧
اسأل التابوت
اسأل التابوت
استغرقت أمي طويلاً في مناداتي حتى جاءت إلى غرفتي فصرخت في أذنيّ قائلة: ألم تسمعي أم تتجاهلينني؟؛ نظرت إليها بتمعن وكأني أراها لأول مرة في حياتي .. وبعد دقائق ذهبت إلى المائدة فرأيت الطعام يواسينى قائلاً: لا تحزني على ما فاتك .. ثم نظرت إلى السماء فوجدتها تنزف دموعاً حزناً علىّ والقمر مال على وجنتي مقبلاً قائلاً : هذه لك فلا تحزنى ستجدين الأفضل.
وبعد ذلك عدت إلى المائدة .. وأمسكت الخبز فقطعته إرباً كما تقطعت من قبل؛ استنجد المقعد الذي أجلس عليه بمن حوله من أثاث قائلاً:
ارحموني .. إنما من تجلس علىّ ما هي إلاّ مجنونة !!.
رد عليه الأثاث: إنما من تجلس عليك ما هي إلاّ أضعف مخلوقة ؛ فلما لا تواسيها مثلنا؟.
سأل المقعد الأثاث: ماذا حدث لها كي تكون هكذا؟!.
ردت السماء والقمر والطعام والخبز الذي صار فتاتاً والأثاث فى صوت واحد: اسأل التابوت الذي حملت فيه من قبل.
سمع التابوت صوتهم قبل أن يسأله المقعد فحكى ما حدث مبتدئاً بصرختي عندما رجع إلىّ القاتل لينبش قبري كي يطعنني للمرة الثانية بعد أن دفنت نفسي وأنا جثة متعفنة .. وبينما التابوت يحكي بكى متأثراً بي .. ثم سأل التابوت المقعد قائلاً: بماذا تفسر رجوعه إليها؟!!؟
أجاب المقعد: لقد رجع إليها كي يرى روحها وهي تهرول إليه ثانيةً.
ثم أنهى المقعد كلامه بمواساته لي قائلاُ: لا تحزني ستجدين الأفضل
.
صيف 2000
هدى حسن محمد محمد
posted by doddosh @ ١٠:٢٠ ص   2 comments
السبت، ٢٣ ديسمبر ٢٠٠٦
الآن تحييني
الآن تحييني
امسك بالسكين طالباً من الله السماح ثم رشقها في صدري .. تهللت أساريري .. ولكن .. رفع يده بعيداً عنى .. حزنت .. عاود طعني بالسكين .. اندهشت .. قبّلني .. توقف النزف .. جاء بسيفٍ وقطعني إرباً .. تناثرت .. حاولت الاقتراب منه فلم أجد مني ما يقترب إليه .. صرخت .. حزن من أجلي .. وكان بجواري عندما جاءتني نوبات عشقه،، فندم .. توسلت إليه واستحلفته بالسكين ألاّ يتركني .. فاستعطف .. عشنا وهماً .. ثم .. رفض ذلك الوهم .. فما وجدت حلاً غير أن أرحل .. فتوفيت .. بكيت عندما وجدته يضع على قبري زهرة العشق ويقول : سامحيني يا حبيبتي فإنني حقاً أحبك .. تنهدت قائلة : قد كنت سبباً في موتي ، ولكنك الآن تحييني.


هدى حسن محمد محمد
24/5/2003
posted by doddosh @ ١٢:٢٦ م   9 comments
السبت، ١٦ ديسمبر ٢٠٠٦
من فوق الكوبري
من فوق الكوبري



توالت ضحكاتها دون أن تجد السبب... ولكنها ضحكت والجميل أنها استطاعت أن تفعل ذلك بعدما كان... أشعلت لفافة التبغ ومع كل نفس من لفافتها كان كل ما حولها يحترق.. أومأت برأسها ناظرةً إلى النيل في شرودٍ تام مع رفع حاجبها الأيمن ولم تنس أن تأخذ نفساً أخر من تلك اللفافة.. ضمت شفتيها مع امتداد للأمام وعبست عبوساً وهي تسند فكها بإبهامها وتحك بالسبابة ذقنها... كل ذلك كان هنا؛ أما هناك فكان يوجد من يترقبها من سيارته.. قال بصوتٍ مسموع: ترى متى ستحاول الانتحار.. الآن أم بعد دقائق؟!.. على كلٍ سأنتظر اللحظة لإنقاذها .... هى لم تشعر به مطلقاً ولا زالت في شرودها المبهم للناظرين من حولها... بدأ يتململ منها قائلاً: لقد انتظرت طويلاً دون جدوى ولم تلقي بنفسك في النيل كي أنقذك وانتهي من هذا الانتظار الممل... انتهت اللفافة وعقبتها الأخرى... نظر في ساعته ثم أطلق نفخه طويلة وقال صارخاً: لاه.. هذا فوق الاحتمال.
......... نزل من سيارته متوجهاً إليها.. قال لها في غضب: ما هذا التردد العجيب؛ ما دمتِ نويتِ فافعلي وأريحيني.
...... تعجبت منه ولم تنطق اعتقاداً منها أن به خلل ذهني دفعه لهذا الهراء الذي يقوله.. فاستطرد قائلاً في نصح: ارجعي عما يدور برأسك.. صدقيني كلهم أولاد كلب الغدر طبعهم.. من الذي أوصلك لهذه الحالة؟.
ابتسمت وقالت في تساؤل: نعم؟!.
فأكمل: أليس الانتحار ما كنتِ تفكرين فيه؟.. صارحيني؟.
... ضحكت بصوتٍ عالي ولكنه لم يكن أعلى من صوت آلات تنبيه السيارات التي تعطلت حركة سيرها بسبب سيارة ذلك الرجل الذي جري مسرعا راكباً سيارته لإنقاذ الكوبري.

هدى حسن محمد محمد

17/6/2005



posted by doddosh @ ٧:٢٨ ص   5 comments
الثلاثاء، ١٢ ديسمبر ٢٠٠٦
انهيار
انهيار

وجدتني مبعثرة بين هنا وهناك؛ حزنت على نفسي فحاولت إقناعي بأن هذا من سنة الحياة.. ثم آمنت بأن بكل منا إنساناً مبعثراً فأصبح كل شيء مباحاً مادمت مثل كل البشر... وتتسع الفجوة بيني وبين نفسي وجسدي وروحي.. حتى اللحد لم يستطع أن يلملمني واحتار في أمري فبصقني للحياة وأعادني إليها بعدما جربت الموت كما عدت إلى أجزائي المبعثرة لألملمها... ذهبت إلى مبادئي فلم أجدها... ذهبت إلى جسدي فقال لي:
ـ إنني أكرهك ولن أرجع لكِ أبداً.
ـ ولماذا تكرهني.. أنا لم أغضبك في شيء؟.
ـ إسألي روحك وستجيبك عن سؤالك.
.... ذهبت إلى روحي مهرولة ربما أفهم ما يحدث بي وسألتها عن ما يدور حولي فأجابت قائلة:
ـ قذفتِ بنا كالحجارة ولم تحاولي تجميعنا ثم رحلتي عنا.. ومن الطبيعي أن ننساكِ كنسيانك لنا.
........ استغثت بضميري كي يقنعهم بالرجوع.. فلم يجيب.. بحثت عنه في كل مكان.. فلم أجده... تعجبت جداً وأنا أجد التراب الذي أقف عليه يناديني.. نظرت إلى ما تحت قدماي فسألته قائلة:
ـ لماذا تناديني؟!.
أجاب:
ـ لأن ضميرك بحوزتي وأنتِ لا تدرين بموته.
....... انهمرت عبراتي ونفسي تنهار كالبنيان ولم يبقى مني جزءاً.




هدى حسن محمد محمد
خريف 2002
posted by doddosh @ ٦:٥٨ ص   1 comments
الثلاثاء، ٥ ديسمبر ٢٠٠٦
وردة من حبيبي
وردة من حبيبي


كنت بالأمس على الأرض أحيا حياة طبيعية جدا عندما أجوع آكل وعندما أظمأ.. أشرب، جسدي.. يتنفس، قلبي.. يحب، عقلي.. يفكر، أمّا الآن وأنا هنا توقف كل شيء عدا قلبي فإنه ما زال يدق وما زال يحب .. يحب ذاك الذي حرك مشاعري أميال، كل شيء به يشدني إليه، فجاذبيته الرائعة تشد الفتيات الحسناوات، ... كنت دائماً أحاول أن أتقرب منه في حين هو كان يبعد أميالاً وأميال .. كنت فقيرة جداً إليه ولكنه بخل عليّ .. كان بالنسبة لي كل شيء.. كل شيء فيه كان يعد لي حياةً فلونه الأسمر كان أرضي وعيناه كانت روحي وعندما أتحدث مع عقله أشعر كما لو ألمس تفكيره بأناملي مازلت أتذكر رسالة من رسائلي التي قلت له فيها أنه من رحمة الله علىّ وقد أمرنا الرحمن بألا نقنط من رحمته أبداً ولكنه استقبل الرسالة ببرود شديد جداً وكأنه يقول لي بهذا البرود وأنا آمرك ِ بأن تقنطي من رحمة الله لأنه من المستحيل بأن يأتي يوماً وأحبك فيه, وبعد كل هذا تتوقعون مني أيها الموتى بأن أصيح مثلكم أطلب العودة للحياة ... لقد رحل عني "أوسم" في حياتي فلما أطلب أن أرجع له بعد مماتي.. هل سيحبني بعدما أعود للحياة كان أحبني حينذاك ..هل تسمعون أيها الموتى صوت ما يناديني إنه صوت "أوسم" إنه يقول لي : أين أنتِ في حياتي يا "سلمى" ؟ إنني محتاج إليكِ..
- خسارة أنك لن تسمعني لأن الأحياء لا يسمعون الموتى وأحياناً لا يسمع الأحياء الأحياء مثلهم ، مثلك تماما لم تسمعني في حياتي ولن تسمعني بعد مماتي.
- حبيبتي"سلمى" مشتاق إليكِ ومشتاق لحبك .. أريد أن آتي إليك وأحيا بحبك .
- وأين كان حبك وأنا بين يديك ، هكذا أنت طالما الشيء ملكك لا تشعر بقيمته إلاّ إذا ضاع منك... ثم منذ متى وأنا حبيبتك ؟!؟!.
- حبيتي "سلمى" سأذهب لأموت وحينها لن أفارقك أبداً ولن أبعد عنكِ لحظة و سنحيا بحبنا في دار الخلد.
- لا .. لا تأتي أرجوك ..تمتع بحياتك .. فقط ما أطلبه منك أن تتذكرني وتتذكر حبي لك.
- حبيبتي "سلمى" انتظريني سآتي محمولا في تابوت .
....... وسار ماشياً راحلاً بعيداً عنها وهو على الوعد الذي وعده لها وتركها حائرة بين فرحها وحزنها فهل تفرح لمجيئه لها أم تحزن لأنه سيلقب بـ"أوسم" المتوفى بدلا من "أوسم" الحي الذي يرزق، ونفذ وعده ولكن في هيئة متغيرة فقد عاد لها حاملاً وردة رقيقة تعبر عن رقته وفيها ملامحه ومعه فتاة حسناء ثم قال:
آسف يا"سلمى" فلم أستطع أن اترك حياتي التي سأحياها مع تلك التي أحببتها في حياتي وحياتها .
........... وترك لها الوردة ثم رحل كعادته وبعدها تنهدت "سلمى" ثم قالت :
تكفيني وردة من حبيبي.


هدى حسن محمد محمد

خريف 2000

posted by doddosh @ ٩:١٨ ص   2 comments
About Me


Name: doddosh
Home: cairo, Egypt
About Me: http:\\krkoba.blogspot.com http:\\doddosh.hi5.com تعالوا زورونى.......باى باى
See my complete profile

Previous Post
Archives
Links