من فوق الكوبري
توالت ضحكاتها دون أن تجد السبب... ولكنها ضحكت والجميل أنها استطاعت أن تفعل ذلك بعدما كان... أشعلت لفافة التبغ ومع كل نفس من لفافتها كان كل ما حولها يحترق.. أومأت برأسها ناظرةً إلى النيل في شرودٍ تام مع رفع حاجبها الأيمن ولم تنس أن تأخذ نفساً أخر من تلك اللفافة.. ضمت شفتيها مع امتداد للأمام وعبست عبوساً وهي تسند فكها بإبهامها وتحك بالسبابة ذقنها... كل ذلك كان هنا؛ أما هناك فكان يوجد من يترقبها من سيارته.. قال بصوتٍ مسموع: ترى متى ستحاول الانتحار.. الآن أم بعد دقائق؟!.. على كلٍ سأنتظر اللحظة لإنقاذها .... هى لم تشعر به مطلقاً ولا زالت في شرودها المبهم للناظرين من حولها... بدأ يتململ منها قائلاً: لقد انتظرت طويلاً دون جدوى ولم تلقي بنفسك في النيل كي أنقذك وانتهي من هذا الانتظار الممل... انتهت اللفافة وعقبتها الأخرى... نظر في ساعته ثم أطلق نفخه طويلة وقال صارخاً: لاه.. هذا فوق الاحتمال. ......... نزل من سيارته متوجهاً إليها.. قال لها في غضب: ما هذا التردد العجيب؛ ما دمتِ نويتِ فافعلي وأريحيني. ...... تعجبت منه ولم تنطق اعتقاداً منها أن به خلل ذهني دفعه لهذا الهراء الذي يقوله.. فاستطرد قائلاً في نصح: ارجعي عما يدور برأسك.. صدقيني كلهم أولاد كلب الغدر طبعهم.. من الذي أوصلك لهذه الحالة؟. ابتسمت وقالت في تساؤل: نعم؟!. فأكمل: أليس الانتحار ما كنتِ تفكرين فيه؟.. صارحيني؟. ... ضحكت بصوتٍ عالي ولكنه لم يكن أعلى من صوت آلات تنبيه السيارات التي تعطلت حركة سيرها بسبب سيارة ذلك الرجل الذي جري مسرعا راكباً سيارته لإنقاذ الكوبري.
هدى حسن محمد محمد 17/6/2005
|
كنت كاتب قصة من فترة فيه شبه من دي
ربنا يسهل وأبقى أنشرها عندي
أسلوبك مميز
تحياتي